مهارات القرن الحادى والعشرين

اسم صاحب المدونة : د / نرمين مصطفي حمزة الحلو

مقدمة

مقدمة :
           يواجه المتعلمون في جميع المراحل الدراسية والعمرية تحديات ومتطلبات هائلة وبالغة الأهمية ، وذلك بسبب تفاقم الانفجار المعرفي والتطور العلمي والتكنولوجي بشكل غير منتهي وكميات كبيرة من التغيرات المعرفية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية.
        ولقد كان من الطبيعي أن تتأثر عناصر المنظومة التعليمية بتلك الثورة التي حدثت ، حيث تغير دور المعلم، والمتعلم كما تأثرت المناهج وأهدافها ومحتواها وأنشطتها وطرق عرضها وتقديمها ، كما تغيرت أساليب التعليم وأساليب التعلم وظهرت العديد من المفاهيم الحديثة في ميدان التعليم ارتبطت بالمستوى الإجرائي والتنفيذي للممارسات التعليمية بصفة خاصة.            
        ولأن المعلم هو أحد مكونات هذه المنظومة كان إعداد المعلم هو أحد الموضوعات التي تدور حوله المناقشات على مستوى السياسات وعلى مستوى طرح الأسئلة ، وحول فاعلية هذا الإعداد على تعلم المتعلمين في الإصلاح المنشود، ويوجد الآن فهم جديد لقوة التربية ولقدرتها على إحداث التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع بالدول إلى مضمار التنافس في عالم العولمة، وفي الوقت نفسه، يوجد درجة من التشكك حول ما يمكن أن يسهم به المعلمون وإعداد المعلمين في هذا السياق، وعلى ذلك فإننا أمام مناقشات ساخنة، وتوجه كثير من الدول إلى وضع مقاييس لضبط جودة أداء المعلمين وجودة إعداد المعلمين أنفسهم، من خلال نظم معايير التقويم لأداء المعلمين ، والمؤسسات التعليمية، وإصلاح المناهج التعليمية في مؤسسات إعداد المعلمين وطرح طرق بديلة لإعدادهم
          إن من نتائج التقويم النقدي للمناهج القديمة، تحديد نوع المعلم المطلوب بالضرورة للقرن الحادي والعشرين فعلى صاحب المهنة القيام بالآتي قدر الإمكان:
- أن يكون معلماً ذاتي التوجيه، ومتأملاً ، وقادراً على التعلم المستمر، وإعادة تعلم المهارات المهنية من خلال الملاحظة والتسجيل المنظم لأفعاله، وتقويم آثار تدريسه على المتعلمين، والاستخدام الجيد للمعارف المتخصصة لتعزيز الأنشطة المهنية.
- أن يقوم بدور فعال ومستقل في تصميم وتقويم وإعادة صياغة استراتيجيات التدريس والتعلم وذلك عن طريق المراجعة المستمرة لممارساته التدريسية.
- أن يؤسس قراراته الخاصة بالتطبيق النقدي للمعرفة الراهنة في مجاله، وبصفة خاصة عرض المعرفة، واستخدامه الدقيق لمحتوى وإجراءات مجاله المعرفي.
- أن تكون لديه معرفة شاملة عن استراتيجيات التدريس والتدليل على الاستخدام النقدي لها، عن طريق تحسينها ، أو تغييرها، أو تطوير استراتيجيات جديدة عند الحاجة .
- أن يكون حساساً لمتطلبات التربية والحاجة إلى العمل بشكل إيجابي لتحسين المجتمع.
ـ أن يعيش ويمارس المبادئ الأخلاقية والخلقية التي يستلزمها المجتمع الديمقراطي بما في ذلك احترام حقوق وواجبات الإنسان في ارتباطه بالآخرين، وكذلك احترام طرق معيشة الآخرين، واحترام البيئة.
وبناء على ما سبق فإن النهوض بالعملية التربوية لا يتأتى إلا بالقيام بحشد أفضل الطاقات البشرية وتطبيق أفضل لأحداث المستجدات التربوية العملية منها والنظرية.
          لذا فالتنمية المهنية للمعلم تؤكد على أهمية استثمار التعليم استثماراً قوياً، وعلى تطبيق مفهوم التعليم مدى الحياة في تربية المعلم، كما أصبح من الاتجاهات التي ينادي بها التربويون نظراً للحاجات الفردية والاجتماعية المتزايدة والملحة كماً ونوعاً بصورة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، لذا هناك اتجاهين في عالم اليوم الحديث والمتطور في نظام إعداد وتدريب المعلم الأول: نظام التهيئة للممارسة العملية، والذي يأتي بعد نظام الإعداد وقبل الخروج للحياة العملية، ويكون ذلك على شكل برامج تدريب عملي في المدارس، والثاني : نظام التعليم المستمر مدى الحياة المهنية ويدخل البعض في هذا النظام مفهوم التعليم الذاتي
          فبرامج التنمية المهنية للمعلم في إطار القرن الحادى والعشرين لكي تكون هذه البرامج فعالة يجب أن تتميز ببعض السمات الرئيسية :
- تحث المعلمين على فهم مهارات القرن 21 والأهمية التي تتمتع بها وكيف يمكن دمجها في عملية التدريس اليومية.
- تيسر التعاون بين جميع المشاركين بها من معلمين ومديرين ومدربين وغيرهم.
- تتماشى مع حجم الخبرات المتوافرة بالمدرسة أو المنطقة التعليمية من حيث التوجيه والرقابة والعمل الجماعي .
-  تدعم المعلم باعتباره ليس ملقاً للمتعلمين بل ميسراً لعملية التعلم.
- تتيح إمكانية الاستعانة بالأدوات التكنولوجية اللازمة للقرن 21 متى توفرت.
وقد اهتمت كثير من الدراسات بمهارات القرن الحادى والعشرين ومحاولة تنميتها مثل دراسة (Bybee, 2009) هدفت إلى استخدام نموذج مكون من خمس مراحل وهي : الانشغال، الاستكشاف، التغير، التوسع، التقويم، لتنمية مهارات القرن الحادى والعشرين المتمثلة في مهارة التكيف ، مهارة الاتصال المعقد، حل المشكلات غير التقليدي، إدارة الذات ، التفكير المنظومي.
كما اهتمت دراسة (Metz,2011) بمناقشة مهارات القرن الحادى والعشرين وفقاً لما جاء بمجلس البحوث الوطنية ورابطة المدرسين وجمعية مهارات القرن الحادي والعشرين بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد حددت هذه المهارات في : المرونة، الاختراع ، التكيف، التفكير الناقد، حل المشكلات غير التقليدي، الابتكار ، المسئولية ، التفكير المنظومي، قدرات الاتصال المركبة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق